التسميات

السبت، 30 أبريل 2011

خالد سعيد.. جريمتي الأخيرة

تدوينة قصيرة كتبتها يوم 28 يونيو
ليست مرثية لخالد سعيد بقدر ماهى مرثية لنفسي
اليوم أتذكر على الرغم من أني لم أنس.. لكن الذنب مازال في داخلي.. وسيبقى
كما سيبقى خالد شرارة ثورة أجمع الكل على استحالتها..
مر عام.. اختلف الكثير وتغير كل شئ تقريبا.. وبقى خالد وقضيته بلا تغيير
يوم 7/6/2011 يكون قد مر عام بالتمام على مقتل خالد (شهيد الطوارئ)
فهل من مجيب لاحياء هذا اليوم للمطالبة بحق هذا الشاب..
خالد سعيد أول شهداء الثورة




لم أعد أستطع..لم يعد أحد يستطع.. أكتشفت أني عشت طوال عمري أخدع نفسي ، خدعت نفسي طويلاً بأن الحال لا يمكن أن يكون أفضل مما هو عليه، وأننا أفضل من غيرنا، إننا فقط نريد حياة مستقرة لنا ولأبنائنا وهم يوفرون لنا هذا بجدارة..
نعم أحس أني عشت لأخدع نفسي.. وأني تركت أشياء وأحداث كثيرة تمر.. "عديتها".. لكن لماذا لا أستطيع أن اخدع نفسي الآن.. لماذا لا أستطيع أن أجعل هذا يمر أيضًا.. "ليه مش قادرة أعديها المرة دي"
خالد سعيد هو الحدث الذي قصم ظهري وجعلني أكتشف زيف الرضا الذي كنت أعيش فيه.. عندما اكتشفت أني لا أستطيع أن أعديه هو الآخر احتقرت سنوات رضاي، سنوات سكوتي المشين، وأحداث كثير تركتها تمر كانت تستحق مني ولو مجرد تفكير..
خالد سعيد هو الحدث الذي جعلني أشعر بالعار وكأني قتلته بيداى..لا قتلته بسلبيتي وحماقتي.. ورغبتي الغبية في استقرار أحوال زى الطين لمجرد أني لا أريد أن أتعب نفسي في تغييرها..
خالد سعيد.. هو انتفاضتي الخاصة.. هو شعب بأكمله أثقل كاهلي أحواله.
خالد سعيد هو أبنائي الذين ما زالوا في علم الغيب.
خالد سعيد هو أنا.. لا هو أفضل من أن يكون أنا، هو من أتمنى أن أكونه ولا أستطيع..
هو من قتل أمامي مرارًا فأدرت وجهي وقلت نصيب، هو من سحل أمامي فأدرت وجهي وقلت نصيب، هو من قال لا فأدرت وجهي وقلت لا لن أقول لا..
خالد سعيد هو من جعلني أتمنى الموت يوما وأتمنى الحياة يوما وأتمنى الاثنين معا يوما آخر
خالد سعيد هو أبي الذي عاش فاردًا ذراعيه ليحميني، لكن كيف أحمي نفسي يومًا؟؟
خالد سعيد هو من حررني من قيد الرضا والتسليم بالأمر الواقع، هو من حفر في قلبي ندوبًا كثيرة لن تشفى أبدًا..
هذا أنا.. ما أصبحته.. شعلة إن لم تلتهم شيئًا تلتهم نفسها.. شعلتي ستلتهم الفساد ورضا الناس الخانع الذليل، ستلتهم سلبيتي وسكوني..
خالد سعيد.. اقتص مني إن أردت لأني شاركت في مقتلك الأول.. لكني لن أشارك في قتلك مرة أخرى.. دعهم يحاولون قتلك ثانية وسألتهم قلوبهم بنيراني، لن أقتل أحدًا بعد اليوم..
خالد سعيد هوجريمتي الأخيرة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق